اشاد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على صفحته الشخصية على فيس بوك بمقال للصحفي احمد حافظ بعنوان “رابعة ابتدائي.. هل كانت أزمة أم وسيلة لافتعال أزمة؟” قائلا:
مقال يدعونا للتأمل كتبه الصحفي الموهوب  “أحمد حافظ” في بوابة الأهرام الالكترونية.
نص مقال أحمد حافظ | نقلا عن بوابة الاهرام

مر يومان، من امتحانات الصف الرابع الابتدائي، دون أن يثار الجدل الذي استمر لشهور طويلة، على خلفية صعوبة المناهج وغيرها من الملفات التي كانت حديث الرأي العام، حتى أصبح الصف الرابع الابتدائي، الشغل الشاغل.

وقال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إن الوزارة عالجت كل ما يتعلق بالصف الرابع الابتدائي، بطريقة تربوية بحتة، لا بناء على ضغوط أو إرضاء لأي طرف، فالعبرة أن يكون القرار لصالح الطفل، وكل ما تم كان فعلا لصالح الطفل.

وأكد أن المسئولين بالوزارة، في النهاية أولياء أمور، لا يعلمون إلا لصالح الطالب.. كل ما في الأمر، أن يُدرك أولياء الأمور، أن الهدف ليس المجموع ولا الدرجات، بل اكتساب الطفل للمهارات، وهذه المهارات تُكتسب، عبر المنهج، عبر المدرسة، عبر الأنشطة، عبر مخرجات التعلم، عبر المعلم، عبر الأسرة أيضا، كل ذلك هو الهدف الأسمى، وعندما يتحقق، فإن الخطة تكون نجحت، وقد نجحت بالفعل.

بالأمس، كان امتحان العربي، واليوم امتحن الطلاب في مادة العلوم، وخلت صفحات ائتلافات أولياء الأمور والأهالي، من الشكاوى التي توحي بأن الامتحانات جاءت تعجيزية، أو بعيدة عن المنهج، أو أن الأطفال تعرضوا لمشكلة، بعكس الجدل الذي أثير حول الصف الرابع خلال الترم الأول.

وعكست طريقة إدارة وزارة التربية والتعليم، لملف الصف الرابع الابتدائي، أنها كانت تمتلك الحلول لكل إشكالية، بعيدا عن الجدل المثار، وبصفة خاصة حول منهجي العلوم والرياضيات، وخرجت لتؤكد أنه سيتم ترحيل منهج شهر كامل للترم الثاني، ولن يمتحن الطالب إلا فيما درسه.

تعاملت الوزارة بالمثل، مع باقي المواد، بأن أقرت امتحانات الطلاب فيما درسوه فقط، سواء كان ذلك حتى نهاية منهج ديسمبر، أو حتى قبل ذلك، والعبرة بما تم شرحه في كل مدرسة، فلم يُظلم طالب، أو يتم ضغط مدرسة لتنتهي من المنهج في الموعد المحدد، فهذه في النهاية سنة نقل عادية.

كان الضغط على الوزارة، من بوابة أن المنهج طويل، ولا يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل، وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة هذه الآراء، فالمعضلة أن بعض أولياء أمور تركزت جهودهم على التصعيد، بشكل يفوق تحفيزهم لأبنائهم على فهم المنهج، والمطلوب منهم بالضبط.

وجاءت المناهج في صورة محتوى شيق يدفع الصغير لتشغيل عقله ويثر فضوله لمعرفة المزيد، وطالما أن العقل بدأ يسأل ويستفسر، فالنتيجة تحققت.. وهي أن يكون التعليم قائم على الفهم والبحث وإعمال العقل، لا الحفظ والتلقين.

وتركت امتحانات الصف الرابع الابتدائي، خلفها الكثير من علامات الاستفهام: إذا كانت هناك أزمة فعلية، فكيف تم حلها، وإذا كانت هناك أزمة في المناهج، كيف مرت الامتحانات بسلام؟!. والأهم: هل كانت رابعة ابتدائي أزمة، أم وسيلة لافتعال أزمة؟.